أبى المغرب أن يبقى في معزل عن ما يحدث في المنطقة و قرر أن يكون في مهب تيار التغيير الذي أتت به رياح الربيع العربي مع طبيعة التميز المعتادة لهذا الشعب ليشكل بذلك استثناء في المنطقة بالعمل في صمت وخوض ثورة هادئة من داخل المؤسسات ليصنع انتفاضة متميزة وعلى طريقته الخاصة و التي تمثلت في ثورة الصناديق كما يحلو للبعض أن يسميها و هذا يعني أن المغرب قادر على صنع مستقبله في إطار التغيير بدون تمزقات و لا حروب و ذلك وعيا من مواطنيه أن العنف لا يولد إلا عنفا و الأجدر سلك الطريق السلمي السليم و هذا ليس جديدا على الشعب المغربي في معالجة قضاياه و الإشارة هنا إلى المسيرة الخضراء المظفرة بالإضافة إلى الرصيد التاريخي للمغرب في ميدان البناء المؤسساتي خلاف الكثير من دول العالم العربي و لكل هذه الاعتبارات استطاع المواطن المغربي المتميز من خوض انتخابات نزيهة و متميزة بدورها تم فيها احترام إرادة الناخب بهذه الدرجة من الشفافية لأول مرة و الذي اختار بدوره و بتميز الأنسب لمساره الديمقراطي والأقرب لهويته الإسلامية وأمل كل متفائل في هذا المصباح أن ينير طريق هذا البلد اللإستثنائي الذي يستحق المعالي استبشارا بأن أول مصباح بالعالم كان بالمغرب و علما أن حزب العدالة و التنمية هو حزب متميز منضبط تديره كفاءات عالية بشهادة الجميع و هذا ما تحتاجه اللإدراة الحكيمة وكون هذه الحكومة ذات المرجعية الإسلامية لا نحتاج أن نذكرها بأن المسؤولية تكليفا و ليست تشريفا و هنا بعض الهمسات من صميم خير سلف لخير خلف و النموذج لأحد اعدل اهل الأرض عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه لمّا أفضت اليه الخلافة بعد سليمان بن عبدالملك ، فأول ما اشتغل بدفن سليمان ، فلما رجع من دفنه وصفَّتْ له مراكب الخلافة قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، قرِّبوا لي بغلتي ، فركب دابته التي كان يركبها أولاً ، وسار مستصحباً لتلك العزيمة ، فعلم الله صدقه فيها فأعانه .
فأول ما بدأ به أنه سار بين يديه أهل الموكب ، فنحاهم وقال : إنما أنا رجل من المسلمين ، ثم نزل فقعد ، فقام الناس بين يديه فأقعدهم ، وقال : إنما يقوم الناس لرب العالمين.
ثم عزم على ردّ المظالم
وكان يقول لبعض أعوانه : إذا رأيتني مِلْتُ عن الحق ، فضع يدك في تلبابي ، ثم هزني وقل : ماذا تصنع يا عمر ؟!
وكان يقول : إن لي نفساً تواقة ، ما نالت شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه ! فلما نالت الخلافة ، وليس فوقها – في الدنيا – منزلة ، تاقت إلى الآخرة
و من المعلوم ان من يتوق للآخرة يراعي الله في كل صغيرة و كبيرة و يأبى الظلم لأنه اصل المفاسد ويسعى للعدل لانه اساس كل خير و كذلك نتمنى ان تكون حكومتنا الجديدة حكومة عادلة ليتسنى لها بناء غد متميز لهذا البلد المتميز بكل المقاييس.
بقلم لطيفة بعياش
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire